دعا المشاركون في جلسة «الهوية الوطنية 2030»، التي نظمتها جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة، إلى الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي الإماراتي
ودعم توجهات الدولة في ظل تعدد الثقافات والجنسيات المقيمة على أرض الإمارات، وأدارت الجلسة الحوارية الإعلامية فرح عبد الحميد.
عقد مزهر
وأكد أحمد عبيد الطنيجي مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، أهمية تنمية الهوية الوطنية بالانطلاق من قواعد الإرث الحضاري والتاريخي الذي صنعه الآباء المؤسسون وسارت عليه قيادتنا الرشيدة وساهموا في جعل الإمارات وطناً لكل من اختارها لتكون للحياة والعمل فيها، وبفضل المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخها في نفوس المواطنين والمقيمين، التي تنعكس على قوة النسيج المجتمعي، وتعزيز قوة الاقتصاد، كخير دليل على أن العقد القادم من الهوية الوطنية هو عقد مزهر وواعد على جميع المستويات.
تعزيز المعايير
وأوصى الطنيجي، بأهمية تعزيز المعايير والقيم التي تقوم عليها الهوية الوطنية الإماراتية، متمثلة في الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للمجتمع الإماراتي، والحفاظ على اللغة العربية التي تعد وعاء للقيم والتقاليد وحاضنة للمفاهيم الأساسية لبناء المجتمع، وتنمية الإبداع والابتكار والمعاصرة، وتعزيز الشعور بالولاء والانتماء للوطن والقيادة، وتنمية وعي الإنسان بذاته ووعيه بتاريخ المكان الذي ينتمي إليه والالتزام بهذه المعايير التي تشكل الهوية الوطنية.
وأضاف: ساهم تعدد الثقافات والهويات التي تعيش على أرض الإمارات في خلق الوعي المبكر لدى الحكومة ووضع برامج ومبادرات تعزز الهوية الوطنية، بالتركيز على الأسرة كركيزة أساسية تنطلق منها معاني ومفاهيم الهوية، بالإضافة للمناهج التعليمية، واستقطاب المشاركات المجتمعية للجاليات المقيمة في المناسبات الوطنية وتعريفهم بتاريخ الإمارات والحضارات التي مرت عليها.
رؤية واضحة
وأكد العقيد دكتور علي محمد البلوشي المحاضر في أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، أن رؤية الخمسين عاماً المقبلة تؤسس شخصية المجتمع الإماراتي وفق رؤية واضحة في ظل تحديات اختلاف أفكار الجيل الحالي عن الأجيال القادمة بفضل التطور السريع للغة العصر والتكنولوجيا، وهو ما أثبتته نظريات علماء الاجتماع حول ظاهرة نظرة الأجيال للأجيال التي سبقتها.
وأشار إلى أن أهم تحديات النظرة المستقبلية للهوية الوطنية تتمثل في تكنولوجيا العالم الافتراضي التي ستؤثر بالتأكيد على الأجيال القادمة وإخراجهم من العالم التقليدي، واتساع مبدأ الحرية الذي يتسع يوماً بعد يوم، حيث كثير من تلك المبادئ تجعل الصورة ضبابية أمام الأجيال القادمة، ولذلك علينا مساندة جهود الدولة في غرس الثقافة الإماراتية في نفوس الأبناء من خلال تعزيز دور الأسرة باعتبارها المكون الأساسي لشخصية الطفل وخصوصاً في سنواته الأولى، ولذلك ينبغي أن تشارك فيها مختلف الجهات والهيئات المعنية، لأنها تتعلق بحاضر هذا الوطن ومستقبله.
وأكدت الرائد الدكتورة مليحة محمود المازمي عضو هيئة التدريس وأستاذ مساعد في مجال التخطيط الاستراتيجي والجودة والتميز، أن رهان الدولة على الشباب كجيل قادر على استكمال عملية بناء المستقبل، ولذلك يجب أن نعظم دورهم بتولي المسؤولية، ويتمتع الشباب بشعور قوي بالوطنية والهوية الوطنية، في ظل تعدد الجنسيات المقيمة والثقافات المختلفة، فالمواطنة الصحيحة ليست بحمل جواز السفر الإماراتي.
وأضافت: نرى مشاركة الجنسيات المقيمة في جميع احتفالات وفعاليات دولة الإمارات بفضل النهج الذي غرسه الآباء المؤسسون، مؤكدة أن شبابنا مدرك للخطط الوطنية بفضل فكره الواعي الذي تنميه الأسرة، ولذلك على الأسرة تطوير آلياتها بالاستثمارات في عقول أبنائها وتعريفهم بأدوارهم المجتمعية مع التأكيد على القيم الإماراتية.
سفراء للهوية
وأوصت المازمي، بالتأكيد على مبدأ أن كلنا سفراء للهوية الوطنية، حيث تراهن دولة الإمارات على أبنائها لتشكل الهوية الوطنية الصالحة، وأن كل سلوك محسوب على الدولة وليس الفرد باعتبار كل مواطن سفيراً للإمارات في الداخل والخارج، ولذلك يجب ترك الأثر الطيب في نفوس شعوب العالم بتعاملاتنا وعطائنا والحفاظ على البصمة الوطنية التي صنعها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.