نظمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية بمقرها في رأس الخيمة جلسة حوارية ضمن سلسلة برنامج "كفاءات إماراتية" تحت عنوان "التصوير المفاهيمي"، استضافت الجلسة الفنان الإماراتي ناصر حاجي مالك، أحد أبرز الأسماء في فن التصوير الفوتوغرافي المفاهيمي والحائز على ألقاب وجوائز دولية مرموقة في هذا المجال.

أدار الجلسة الإعلامي سالم محمد، مدير مركز الأخبار في شبكة الإذاعة العربية بدبي حيث تمحورت الجلسة حول فن التصوير الفوتوغرافي المفاهيمي وكيف يمكن للصورة أن تحمل معاني وأفكار تتجاوز الظاهر.

تحدث حاجي عن مسيرته الفنية الممتدة التي حصد خلالها ألقاباً مثل "جراند ماستر" من اتحاد المصورين العالميين  (GPU)، واللقب البرونزي من الجمعية الأميركية للتصوير (PSA)، و"ماستر فياب" من الاتحاد الدولي للتصوير (FIAP) وأوضح أن التصوير المفاهيمي بالنسبة له ليس مجرد صورة، بل مشروع فكري وجمالي يستمده من تجربة شخصية ومشاعر متجددة، مشيراً إلى أن أعماله التي حصدت جوائز عالمية عززت ثقته بقدرته على خلق تجارب بصرية فريدة تثير التأمل وتلامس الروح.

استعرض حاجي مشاريعه الفوتوغرافية المتعددة، ومن بينها مشروعه الشهير "بداية قصة" الذي استغرق إنجازه ثماني سنوات وضم 65 عملاً فنياً. وأوضح أنه بعد هذا المشروع، اختار الانتقال إلى مشروع جديد بعنوان "الذين رحلوا"، حيث يوثق من خلاله الذكريات المرتبطة بأشخاص رحلوا عن عالمنا، ما أضاف للمشروع عمقاً عاطفياً ويبرز عبر الصور بالأبيض والأسود مشاعر الحنين والشجن.

وأوضح حاجي أن التصوير المفاهيمي يتطلب جهدًا مضاعفاً لترجمة الأفكار إلى صور تجمع بين الفكر والجمال، بحيث يتمكن المشاهد من التفاعل معها بارتياح وتحاور بصري ممتع، ويشعر في الوقت ذاته بقوة الفكرة وتأثيرها.

أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن الفنان ناصر حاجي مالك يمثل نموذجاً ملهماً للقوة الإبداعية الإماراتية، التي استطاعت أن تحجز لها مكاناً مميزاً في ساحة الفنون البصرية على مستوى العالم، مما يبعث الفخر بوجوده في هذه الجلسة الحوارية. وأشار إلى أن الفن الإماراتي، بفضل إبداع مواهب مثل حاجي، يحمل رسائل إنسانية وثقافية عابرة للحدود، تعكس مدى التفوق الذي حققته الإمارات في الفنون.

واضاف بن عنبر: "الإمارات تمتلك مواهب قادرة على المنافسة في أعلى مستويات الفنون، وإن دعم جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية لمثل هذه الفعاليات يعزز من التفاعل المجتمعي مع الفنون ويؤكد دور الجمعية في تمكين المبدعين الإماراتيين."

حظيت الجلسة بتفاعل من الحضور الذين طرحوا أسئلة متنوعة حول التقنيات الفنية التي يعتمدها حاجي في أعماله، خاصة في التصوير بالأبيض والأسود، وكيفية تكوين عناصر الصورة بحيث تحمل أبعادًا فكرية ومعاني إنسانية. كما عبر الجمهور عن إعجابهم بقدرة الفنان على دمج الفن بالرسالة، بما يتيح للمتلقي فرصة تجربة بصرية عميقة.

اختتمت الجلسة بتأكيد على أن التصوير الفوتوغرافي المفاهيمي هو فن يحمل رسائل تتخطى حدود الصورة، حيث إن الصورة تستطيع أن تلامس المشاعر وتثير التأمل، مما يعزز الوعي الفني ويعمّق فهم المجتمع للفنون البصرية ودورها في التعبير عن القضايا المختلفة.