نظمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية رحلة ثقافية استكشافية إلى مقر قادة وحكام آل نهيان والقلب النابض لإمارة أبوظبي "قصر الحصن" الذي يعد أبرز معلم تاريخي قائم في أبوظبي كمتحف وطني يسرد محطات تاريخ إمارة أبوظبي لعدة قرون ويظل درة خالدة في التراث الإماراتي وشاهداً تاريخياً بارزاً يروي صفحات الماضي العريق في أبوظبي ويرسم صورة عن مجتمع الإمارة بداياتها وتاريخها وإرثها الثقافي.
تأتي الرحلة ضمن برامج الجمعية لزياراتها الثقافية ، وبمشاركة 40 مشاركاً من النساء والرجال من مختلف الجنسيات. وهدفت الرحلة إلى إتاحة الفرصة للمشاركين للتعرف على المناطق السياحية والأثرية بالدولة.
وتجوّل الحضور في أرجاء القصر، وتعرفوا إلى تاريخ إمارة أبوظبي وإرثها القديم الذي يروي قصة نجاح تربط الماضي بالحاضر، واطلعوا على الإنجازات التي قامت على أرض الإمارة خلال الحقب الزمنية المتعاقبة على مدى ثلاثة قرون، حتى أصبح هذا القصر من أبرز المعالم السياحية.
واستمع الحضور إلى شرح عن أهمية قصر الحصن والدور المحوري الذي قام به في صناعة الأحداث التاريخية، كما شاهد المعروضات القيمة التي تعكس ملامح الثقافة الإماراتية الأصيلة وهويتها المتميزة.
ويُعدّ قصر الحصن أعرق صرح تاريخي في مدينة أبوظبي، فقد شُيّد حول أقدم بناء قائم إلى يومنا هذا في مدينة أبوظبي، وهو برج مراقبة بُني في تسعينيات القرن الثامن عشر، لمراقبة الطرق التجارية الساحلية وحماية المجتمعات المتنامية على الجزيرة.
ويتألف قصر الحصن من بناءين مهمين، هما: «الحصن الداخلي»، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1795، والقصر الخارجي الذي تم بناؤه خلال الفترة 1939 - 1945، وكان قصر الحصن على مدى السنين مقراً للحكم والأسرة الحاكمة، وملتقى للحكومة الإماراتية، ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً، وهو اليوم يمثل القلب النابض في أبوظبي، والشاهد الحي على محطات تاريخها العريق.
وتحوّل القصر إلى متحف وطني عام 2018 بعد أكثر من 11 سنة من أعمال الترميم، إذ يبرز رمزاً وطنياً يعكس تطور أبوظبي من منطقة لاستقرار قبائل بني ياس التي اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الـ18، إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، مقدماً مجموعة من القطع الأثرية والمواد الأرشيفية التي يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد.
وقال خلف سالم بن عنبر مدير عام الجمعية تهدف الجمعية من خلال زياراتها الثقافية إلى التعريف بمعالم ومناطق الإمارات، وتاريخ مناطقنا وتقاليدهم القديمة، ولاقت هذه الزيارات نجاحاً لافتاً اتضح من خلال ردود أفعال المشاركين وحرصهم على المشاركة في الزيارات المقبلة». كما أن للزيارات الثقافية أهمية في تأمل الحاضر والماضي، والتعرف إلى نمط الحياة القديمة، وإعادة إحياء الدروب القديمة هو بمثابة تطبيق لأحد أهم أهداف الجمعية بترسيخ القيم والأعراف الإيجابية وإعادة نمط حياة الأجداد، ومد الجسور بين الأجيال وتعريفهم بحياة أجدادهم والجهد الذي كانوا يبذلونه.