أوصت الجلسة الحوارية «جودة الحياة الرقمية.. مجتمع رقمي آمن وإيجابي»، التي نظمتها جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة، أمس، بزيادة الورش والمحاضرات الخاصة برفع الوعي المجتمعي ضد مخاطر التهديدات السيبرانية، والارتقاء بجودة الحياة الرقمية، وعدم إعطاء البيانات الشخصية للغير، والتحلي بالدور الوطني من مخاطر نشر الحوادث.
وأكد عبدالله محمد الزرعوني محلل أول أمن المعلومات من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أن التحول الرقمي، الذي حققته دولة الإمارات يمس جميع محاور الحياة في المجتمع، ليمثل ثقافة وأسلوب عمل في المنظومة الحكومية، حيث بات الأمن الرقمي جزءاً لا يتجرأ من الأمن القومي، في ظل التقدم التقني الذي يشهده العالم، وبهدف حماية المجتمعات الرقمية والتصدي الاستباقي لأية تهديدات سيبرانية.
وأشار إلى أن اعتمادنا على التكنولوجيا أدى إلى ظهور بعض التهديدات، التي قد تمس سلامة مجتمعنا الرقمي، محذراً من إعطاء البيانات الشخصية للأشخاص غير المعروفين، ما قد يؤدي إلى توريط الأشخاص في قضايا، مؤكداً أهمية التقدم بالشكوى للجهات المختصة في حال التعرض للاتصالات المزعجة أو التي يكون فيها شبهة الاحتيال والتصيد، من خلال التواصل مع مؤسسات الدولة المتخصصة في تلك الجرائم، بهدف حماية المجتمع بشكل عام ضد تلك الجرائم، لافتاً إلى أن عدم التقدم بالبلاغ يتيح لهؤلاء الأشخاص الاستمرار في عمليات الاحتيال.
وأكد الزرعوني أهمية الحذر بشأن المعلومات والفيديوهات، التي يتم نشرها عبر الإنترنت والتفكير بمدى تأثير تلك المعلومات على الشخص والمجتمع، مشيراً إلى أهمية حماية البيانات من خلال التحقق من إعدادات الأمان والخصوصية لبرامج التواصل الاجتماعي، واستخدام التحقق بخطوتين لتطبيقات الهاتف لإضافة مستوى أعلى من الأمان، والحرص على تأمين شبكة الإنترنت المنزلية حتى لا يتمكن المجرمون من تتبع أنشطتك على الإنترنت، واستخدام كلمة مرور قوية لكل الحسابات وتحديثها بشكل دوري، وتجنب حفظ معلومات البطاقة الائتمانية على الإنترنت لتفادي التعرض للاحتيال المالي.
وأشار إلى أهمية ارتفاع الوعي المجتمعي ضد مخاطر تصوير الحوادث بكافة أشكالها لعدم السماح لأعداء الوطن باستخدام تلك الصور والفيديوهات لأغراضهم الشخصية، مؤكداً أهمية التكاتف والتعاون من أجل تحقيق الحماية من هذه المخاطر، والمحافظة على استقرار المجتمع.
وأضاف: يجب على المواطن والمقيم على أرض الإمارات التحلي بالقيم الأخلاقية الرقمية، والالتزام بالعادات والتقاليد الإماراتية والإنسانية خلال استخدام العالم الرقمي، وتمثيل الوطن أفضل تمثيل والدفاع مكتسبات وسمعة الدولة، إلى جانب احترم الآخرين وخصوصيتهم وملكيتهم الفكرية، وعدم التنمر عليهم أو التسبب في الضرر للآخرين، وتعزيز قيم التضامن الاجتماعي، واستخدم منصات التواصل الاجتماعي بحكمة، والحفاظ على خصوصية الآخرين.
ثقافة رقمية
وأوضح خلف سالم بن عنبر المدير العام لجمعية الإمارات الاجتماعية أن المجتمع الإماراتي يتمتع بارتفاع الثقافة الرقمية، في ظل الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة لدعم مؤسسات الدولة في مواصلة الارتقاء بجودة الحياة الرقمية، تماشياً مع الثورة الرقمية، التي يشهدها العالم والتطور التكنولوجي، الذي ألقى بظلاله على كل كافة جوانب الحياة اليومية، حيث تأتي الجلسة ضمن محاور أجندة التوعية المجتمعية، التي تقوم بها المجتمع لرفع الوعي المجتمعي بالمخاطر، التي يفرزها العالم الرقمي، بهدف خلف بيئة رقمية آمنة تماشياً مع الجهود التي تقوم بها مؤسسات دولة الإمارات، لتعزيز ثقة أفراد المجتمع باستخدام التقنيات الرقمية والتكنولوجية بشكل آمن.
وأكد فلاح محمد الحرش مدير مركز الطوارئ والأزمات والكوارث في رأس الخيمة أهمية العنصر البشري وارتفاع الوعي المجتمعي لديهم في حماية مؤسسات الدولة من مخاطر الهجمات السيبرانية، وألا يكون الشخص أداة للتأثير على المؤسسات، مؤكداً دور مؤسسات الدولة في تنظيم اللقاءات والجلسات الحوارية الخاصة بنشر الوعي المجتمعي تماشياً مع الجهود، التي قامت بها دولة الإمارات ووضع السياسات والاستراتيجيات، التي أسهمت برفع مستوى الأمن الإلكتروني والسيبراني لمختلف القطاعات بالدولة.