اختتمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية "معسكرها الصيفي الثاني عشر" لعام 2024، الذي أُقيم في كل من مقرها الرئيسي برأس الخيمة وفرعها في منطقة الرمس، تحت شعار "صيفك على كيفك". تميز المعسكر هذا العام بتقديم تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والتعليم، مستهدفا طلبة المدارس من الفئة العمرية من 9 إلى 12 سنة، بهدف استثمار أوقات فراغهم ضمن الاجازة الدراسية الصيفية وتزويدهم بمهارات حياتية وتعليمية متنوعة تساهم في تطوير شخصياتهم وبناء مستقبلهم.
انطلق المعسكر في 8 يوليو واختتم فعالياته في 8 أغسطس 2024. وشهد مشاركة 87 طالباً وطالبة من مختلف مناطق الإمارة، مما يعكس الإقبال الكبير على مثل هذه البرامج التعليمية والترفيهية الصيفية، ركز المعسكر على تقديم برامج وفعاليات تعزز من قيم الاستدامة والمواطنة الإيجابية، إضافة إلى التوعية البيئية، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات في ترسيخ ثقافة الاستدامة والمسؤولية المجتمعية بين الأجيال الصاعدة.
شمل برنامج المعسكر سلسلة من المحاضرات التوعوية التي ركزت على أهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة، حيث تم تقديم معلومات شاملة حول كيفية المحافظة على الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة. وتم تعزيز هذا الجانب من خلال الأنشطة العملية التي أتيحت للمشاركين، حيث تم تنظيم مشاريع صغيرة تهدف إلى تطبيق مبادئ الاستدامة في الحياة اليومية، مما ساهم في ترسيخ فهم أعمق لدى المشاركين حول كيفية تحقيق تأثير إيجابي وملموس على البيئة المحيطة بهم.
كما تضمن المعسكر مجموعة من ورش العمل التفاعلية التي ساهمت في تعزيز مهارات المشاركين وتزويدهم بمعارف جديدة في مجالات متعددة. ومن بين هذه الورش، ورشة العمل مثل الإبداع في صنع الأكواريوم وسرد قصص مستوحاة من التراث الإماراتي، كما تم تقديم ورشة عمل حول إعادة تدوير الورق وتحويله إلى فنون إبداعية، بهدف تعزيز الوعي بأهمية إعادة التدوير والحفاظ على البيئة.
وكان لورش الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتحول الرقمي نصيب كبير في برنامج المعسكر بما يواكب العصر الحالي، حيث تعرف المشاركون على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها المتزايد في مختلف الأمور. هذا بالإضافة إلى ورشة عمل حول التداول والاستثمار المالي، التي هدفت إلى تعليم المشاركين أسس الاستدامة المالية وكيفية تحقيق التوازن بين الادخار والإنفاق.
أما على صعيد الرحلات التعليمية والترفيهية، فقد نظم المعسكر رحلات ترفيهية وزيارات ميدانية إلى مواقع بحرية مختلفة لدراسة التنوع البيولوجي البحري، حيث أتيح للمشاركين التعرف على أنواع الكائنات البحرية وأهمية الحفاظ على البيئات البحرية. كما تم تنظيم زيارات لمواقع تراثية، حيث تعرف المشاركون على التراث البيئي الغني للدولة وكيفية دمج هذا التراث في الجهود البيئية الحديثة.
أعرب خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية عن شكره وتقديره لكافة الجهات المحلية والاتحادية المتعاونة وكل من ساهم في إنجاح وتحقيق أهداف المعسكر الصيفي الثاني عشر لهذا العام، مؤكداً أن هذا النجاح هو ثمرة جهود متواصلة وعمل دؤوب يهدف إلى خلق بيئة تعليمية متكاملة تواكب تطلعات أبنائنا من الطلبة اثناء فترة الاجازة الصيفية وتساعدهم على الابتكار والإبداع وتطوير مهاراتهم واكتشاف مواهبهم وإمكاناتهم الكامنة في مختلف المجالات.
وأضاف بن عنبر: "نؤمن بأن هذه الأنشطة التفاعلية والورش العملية ليست مجرد وسيلة ترفيهية خلال فترة الصيف، بل هي أدوات فعالة لبناء شخصية متكاملة وبناء جيل واعٍ قادراً على اتخاذ قرارات مستدامة تسهم في الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة."
اختتم المعسكر بحفل ختامي أُقيم في مقر الجمعية، تم خلاله تكريم المشاركين وتوزيع الشهادات التقديرية على الطلاب المتميزين