نظمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة في إطار جهودها لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم المجتمعية ، جلسة حوارية بعنوان "الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير"، استضافة الجلسة الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
شهدت الجلسة حضور سالم راشد المفتول، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ونخبة من الشخصيات الثقافية، إضافة إلى جمهور واسع من مختلف الفئات المجتمعية.
تناولت الجلسة عدد من المحاور المتعلقة بالهوية الوطنية، حيث تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الهوية الوطنية في ظل العولمة والانفتاح الثقافي، وسبل الحفاظ على القيم الإماراتية الأصيلة في ظل المتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة. كما تم مناقشة العلاقة بين الثوابت الوطنية والتوجهات العالمية، ومدى قدرة الإمارات على تحقيق التوازن بين الانفتاح والتطور مع الحفاظ على هويتها الوطنية الفريدة.
قدم السويدي رؤية تحليلية شاملة استندت إلى كتابه الجديد "الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير"، والذي يعتبر مرجع هام لفهم أبعاد الهوية الوطنية وأثرها في تعزيز الانتماء المجتمعي.
أكد المشاركون أن الهوية الوطنية هي منظومة متكاملة من القيم والثقافة والانتماء للوطن، حيث أوضح الدكتور جمال السويدي أن التسامح والتعايش وقيم الوحدة الوطنية تشكل أساس الهوية الإماراتية، التي استطاعت التكيف مع التحديات الحديثة دون أن تفقد أصالتها.
كما تم التطرق إلى أهمية التعليم والإعلام في غرس الهوية الوطنية، حيث أشار الدكتور السويدي إلى أن المناهج الدراسية والمحتوى الإعلامي يلعبان دور رئيسي في تعريف الأجيال القادمة بتاريخهم، وتعزيز الفخر بالهوية الإماراتية.
كما ناقش الحاضرون أهمية دور الإعلام الوطني في مواجهة التحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد تؤثر على مكونات الهوية الثقافية إن لم تتم إدارتها بحكمة.
وأكد الدكتور السويدي أن: "الهوية الوطنية ليست أمراً ثابتاً، بل تتطور مع الزمن، ولهذا يجب أن تتكيف مع التحولات العالمية مع الحفاظ على الثوابت الوطنية التي تشكل أساس المجتمع الإماراتي."
كما تم مناقشة تأثير العولمة والانفتاح التكنولوجي على الهوية الوطنية، حيث أشار الدكتور جمال السويدي إلى أن الإمارات نجحت في تحقيق معادلة فريدة تجمع بين التطور التكنولوجي والانفتاح الاقتصادي، مع الحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية المتجذرة في المجتمع.
كما أكد أن دولة الإمارات قدمت نموذج عالمي في كيفية المواءمة بين الحداثة والأصالة، حيث استطاعت أن تحافظ على تقاليدها وتراثها العريق، في الوقت الذي أصبحت فيه رائدة في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية.
وفي تعليقه على أهمية الجلسة الحوارية، أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن الهوية الوطنية هي الحصن المنيع الذي يحمي المجتمعات من التغيرات السلبية، وهي ممارسة يومية تنعكس في سلوك الأفراد وارتباطهم بوطنهم وإن دولة الإمارات قدمت نموذج عالمي في الحفاظ على هويتها الوطنية مع تبنيها لأحدث معايير الحداثة والتطور، وهذه الجلسة تبرز كيف يمكننا المضي قدماً بنفس النهج، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير مبادرات تعزز من قيم الانتماء والهوية الوطنية لدى الشباب.
واضاف بن عنبر ، إن الحفاظ على الهوية الوطنية مسؤولية مجتمعية تتطلب تكاتف جميع أفراد المجتمع والمؤسسات التعليمية والثقافية، خصوصاً في ظل عام المجتمع، الذي يعد فرصة ذهبية لانطلاقة جديدة نحو ترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة، وتعزيز التلاحم الوطني، وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع، وترسيخ المبادئ الوطنية التي تعكس أصالة دولتنا وتاريخها العريق.