تواجه الأسرة في العصر الحديث تحديات كبيرة في تنشئة أبنائها، وذلك في ظل الانفتاح المعلوماتي التقني الذي نعيشه، حيث أصبح أمر تربية الأبناء بحاجة إلى الكثير من الجهد في بيئة تكنولوجية مملوءة بالمؤثرات، التي تنعكس على الكثير من شخصية الأبناء، خاصة الذين يعانون غياب الأب والأم أو عدم مواكبتهما لما يحدث حولهما من ثورة تقنية وبالتالي غياب الرقابة . حول هذا التحدي نظمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية محاضرة توعوية بعنوان "التحديات التقنية في الحياة الأسرية" قدمها أ.محمد سعيد امباسي _ مرشد أسري ومدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات في مقر الجمعية برأس الخيمة.
أوضح المرشد الأسري محمد امباسي من خلال المحاضرة على أهمية خلق ضوابط ذاتية للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي و تحقيق الاستقرار والأمن الأسري ، وأكد أن دخول التقنية في حياة الأسرة من أكبر تحديات العصر لكثرة الخيارات، وغياب الرؤية وما ينتج عنها من عدم قدرة على الاختيار الصحيح، وكذلك انحطاط القيم والأخلاق الاجتماعية ، الاستهانة بالتعاليم الدينية (العلاقات) .
ويشير إلى أن المؤسسات عليها أن توعي وتحذر من مخاطر معينة تواجه الأسرة لكنها لا تجبرها على الإصغاء والتنفيذ، حيث يجب على الأسر ذاتها تبيان الأمر، ويؤكد أنه كلما تقدم الزمن ازدادت مخاطر التقنيات بتطورها، وتظل الحاجة إلى دراسات تؤكد تأثيرها، بينما الشواهد تشير إلى أنها تنذر بالخطر، من خلال فقدان التواصل الاجتماعي بين الأسرة الواحدة، والأسر فيما بينها انشغال جميع أفراد الأسرة بالأجهزة الإلكترونية أثناء الاجتماع الأسري ،الصمت العاطفي بين الزوج والزوجة، إهمال الأبناء وفقدان التوازن الأسري.
وفي الختام قدم المحاضر عدة نصائح تربوية منها مراقبة أولياء الأمور للمواقع التي يتصفحها أفراد الأسرة و تحديد مواعيد للدخول علي مواقع الإنترنت وضرورة الالتزام بذلك ، تحديد الهدف من الدخول علي الإنترنت ،التأكيد علي تصفح مواقع ذات جودة تربوية للتعلم الذاتي وأهمية أن يعلم الأبناء أن ما يقدمه أولياء الأمور هو من أجل سلامتهم ويجب مصادقة أولياء الأمور لأبنائهم صغارا وكبارًا ومشاركتهم المواقع التي يتصفحونها.